627

إذًا لقد كانت المنظمات السِّرِّية تُضيِّق الخناق عليَّ لتدفعني للقيام بردٍّ ما، غير أن إساءاتهم وإيذاءاتهم المستفِزَّةَ المتعسِّفةَ غيرَ القانونية التي يعتدون بها عليَّ على مرأًى من المسلمين وأبناء البلد خدمةً للتدخُّل الأجنبي ستنقلب عليهم ضررًا تامًا في الدنيا، وجهنمًا وسَقَرًا في الآخرة، وستُنيلُنا أجرًا عظيمًا ونصرًا مبينًا في الدنيا، وتُكسِبنا جنةً وكوثرًا في الآخرة بإذن الله.

إذًا لقد كان مجلس الوزراء ورئيسُ الدولة على اطلاعٍ على هذا المخطط السِّرِّي، لدرجة أن عموم الموظفين هنا، بل حتى الوالي ومدير الناحية كانوا يخافون بل يتهربون من الحديث إليَّ، وكنت أَحار من ذلك، لكنْ يدري كلُّ مَن له ذرةٌ من عقل أنَّ ما بأيدينا هو النور فحسب لا هراوة السياسة، والغريب أن بعض الموظفين الذين كان ينبغي أن يعملوا لصالحي قد استُعمِلوا ضدي.

ينبغي على طلاب النور أن يكونوا بغاية الحِيطة والحذر والاتزان، إذْ ثمة عواصف معنوية، وثمة منافقون محتالون يندسُّون في كل جهة، ويدخلون في صفوف حزب الحرية [يقصد الحزب الديمقراطي في تلك الحقبة؛ هـ ت] بينما هم في واقع الأمر موالون للاستبداد المطلق ولاءَ الملحدين، وكلُّ غرضهم أن يُفسِدوا على ذلك الحزب عملَه، ويعرِفوا أسراره، ويفشوها.

ونقول بمناسبة إعطاءِ «صلاح الدين» نسخةً من «عصا موسى» لذلك الأمريكي: ينبغي على المبشرين والشخصيات الروحية المسيحية وكذا طلابِ النور أن يكونوا في منتهى الانتباه والحذر، لأن تيار الشَّمال [يقصد الشيوعية؛ هـ ت] سيعمل جاهدًا على إفساد التوافق بين المسلمين وبين المبشرين ليدافع عن نفسه في مواجهةِ الإسلام والدين العيسوي، وربما اجتذب إلى صفوفه بعضًا من المسلمين بمنحهم بعض الامتيازات الخاصة، وبتضليلهم وخداعهم