337

الحركة» الكبير، [هو الجيش الذي أرسلتْه جمعية الاتحاد والترقي من «سلانيك» لإخماد حادثة «الحادي والثلاثين من مارت»، وقد سبق الحديث عن هذه الأحداث في «القسم الأول» من هذا الكتاب؛ هـ ت] وردَّ بستِّ كلماتٍ على أسئلةٍ طَلبَ رئيسُ أساقفةِ إنكلترة الإجابة عنها بستمئة كلمة، وكان يخطب في بداية عهد الحرية كأيِّ سياسيٍّ شهير، أمِن الممكن ألَّا توجد في رسائله المئة والعشرين إلا خمسَ عشرة كلمةً تهتم بالدنيا والسياسة؟!

وهل يقبل أيُّ عقلٍ أن يكون هذا الرجل متابعًا لأمور السياسة، وأن يكون مقصِدُه الدنيا والتعرُّضَ للحكومة؟! فلو كان فكرُه كذلك لأشعر بمقصِده تلميحًا أو تصريحًا في مئة موضعٍ من رسالةٍ واحدةٍ من رسائله!! ولو كان مقصِده النقدَ السياسي، أفما كان بإمكانه أن يجد أمرًا ينتقده سوى تشريعَي الميراث والحجاب المستمرَّين منذ القديم؟!

بلى، إن رجلًا يحمل فكرًا سياسيًّا يخالف نظامَ حكمٍ قام بانقلابٍ كبير، يمكنه أن يجد مئاتِ آلافِ القضايا لينتقدها، لا مجرَّد قضيَّةٍ أو قضيَّتَين معلومتَين، كأن الانقلابَ الذي قامتْ به الحكومة الجمهوريَّة عبارةٌ عن مسألةٍ أو مسألتَين صغيرتين!!

وعلى الرغم من أنه ليس لي أيُّ مقصِدٍ لانتقاد النظام الحاكم، إلا أنه قيل عني إنني أهاجمه وأهاجم انقلابَه، بناءً على كلمةٍ أو كلمتَين ذكرتُهما في رسالةٍ أو رسالتَين كتبتُهما في الماضي!!

وأنا بدوري أسأل: أيمكن لمادةٍ علميةٍ لا تستوجب أدنى عقوبة، أن تَشغَل اهتمام دولةٍ مترامية الأطراف، ويُتعاطى معها على نحوٍ يثير الرهبة والقلق؟!

إن إنزال هذه العقوبة البسيطة التافهة بي وبخمسةٍ أو عشرةٍ من أصحابي، في مقابل ما جرى من بثِّ حملةٍ مغرِضةٍ شديدةٍ ضدَّنا في أنحاء البلاد، ونشْرِ الخوف والقلق بين الناس لترهيبهم منا، والمجيءِ بوزيرِ الداخلية إلى «إسبارطة» بصحبةِ قوةٍ كبيرةٍ لتنفيذ مهمةٍ يستطيع أن يقوم بها جنديٌّ واحد، وذهابِ رئيسِ مجلس الوزراء «عصمت» إلى