وفي المجاز([1]) لكونه متصورًا لفائدةِ([2]) البلاغة فقط، غير مطلوب من حيث هو معنى. فلابد فيه من قرينة مانعة([3]) للمعنى الحقيقي عقلًا أو حسًا أو عادة.. ومن قرينة معيِّنة للمراد، وقد تتحدان.([4]) وفي الكناية من قرينة منتقلة ومعينة، وفي المشترك المعينة فقط.


[1] اعلم أن المعنى المجازي لابد أن يكون مقصودًا من الكلام ومطمحـًا للنظر، أما كان الحقيقة يقال، باعتبار أنه مدار الحكم؛ كالأذن للجاسوس والعين للرقيب.

    والفرق هو: أن الانتقال من الحقيقة تابعًا أو متبوعًا إلى مثله – كذلك ظاهر كالانتقال من الأسد إلى الشجاع في الاستعارة، ومن الأصابع إلى الأنامل في المرسل، ومن كثير الرماد إلى السخاوة وقس!..

    وأما الانتقال من التابع أو المتبوع اعتبارًا إلى مقابلتها.. كذلك فباعتبار المقام، بأن كان التابع الحقيقي مقصودًا من الكلام ومدارًا للحكم؛ كالشجاع في الاستعارة، والأنامل في المرسل، والسخاوة في الكناية. فتقول: «رأيت شجاعًا وأنا ملهم في آذانهم، وزيد سخي.. وتريد منها الأسد والأصابع وكثرة الرماد لتكون الأمثلة على تمامها. وإلا فيتداخل أمثلة الأقسام. ولكن الغالب في الاستعارة والكناية من الحقيقي إلى مثله. أما في المجاز فكثير. (تقرير)

[2] في المرسل.. ومتخيل في الاستعارة.

[3] وهو يكون منتقلة.

[4] بل تتحد.