86

الحقيقة إنما يكون بالمحبة، أما الخصومة فإنما تكون في مواجهة التعصُّب والتخلُّف؛ وأما هدفُ هذا الاتحاد ومقصِده فإعلاءُ كلمة الله.

إن تسعًا وتسعين بالمئة من الشريعة عائدٌ إلى الأخلاق والعبادة والفضيلة والآخرة، وواحدٌ بالمئة منها متعلقٌ بالسياسة؛ فليفكِّر في هذا أولو الأمر منا.

إن مقصدنا اليوم سَوقُ الجميع نحو كعبة الكمالات في طريق الرقيِّ بحماسٍ وجدانيٍّ، من خلال تحريكِ تلك السلسلة النورانية؛ إذ إن أحد أعظم الأسباب لإعلاء كلمة الله في هذا الزمان: الرقيُّ المادي.

فأنا أحد أفراد هذا الاتحاد، ومن الحريصين على ظهوره، ولستُ من الفِرَق أو الأحزاب التي تُسبِّب التفرُّق.

والحاصل: لقد بايعتُ السلطان «سليمًا»، وقبلتُ فكره في الاتحاد الإسلامي، فهو مَن أيقظ الولايات الشرقية فبايعَتْه، فأهلُ الشرق الآن هم نفسهم أهل الشرق في ذلك الزمان؛ وأسلافي في هذا الأمر الشيخ «جمال الدين الأفغاني»، ومن العلماء الأعلام مفتي الديار المصرية الشيخ «محمد عبده»، ومن العلماء المبرِّزين «علي سُعاوي»، [علي سُعاوي: مفكر عثماني من الأعضاء البارزين في جمعية «جون تُرْك»، تولى مناصب تعليمية رفيعة، وانخرط في النشاطات السياسية الداعية لتأسيس الحريات وإنهاء الاستبداد، قُتِل في العام 1878م أثناء مشاركته في محاولة الانقلاب على السلطان عبد الحميد وتنصيب مراد الخامس بدلًا منه؛ هـ ت].