653

ثم إن السبب من وراء عدم إعطاء الحرية الكاملة للأنوار هو خوفهم من قوتها الفائقة، وقد بلغَنا من لقاءٍ جرى بين رئيس الشؤون الدينية ورئيس الدولة أنهم بالرغم من قبولهم للرسائل وتقديرهم لها، إلا أنهم قلقون من نشرها رسميًّا في الوقت الحالي، إذْ ربما تُحدِث اضطرابًا.

لم يعودوا يهاجمون كما كانوا في الماضي، إنهم الآن يطلبون المصالحة، غير أن التيارات القوية التي تؤيد الأنوار ستحوِّل قلقَهم ذاك إلى حماسٍ لنشر الأنوار رسميًّا.

ثم إن كثيرًا من الأنانيين لا يؤيدون ظهور الأنوار على الساحة، لغَيرَتهم، ولرغبتهم بنشر مؤلفاتهم.

ثالثًا: إن رسائل النور تنتشر في الخارج في العالَم الإسلامي عن طريق الحُجاج، وهي تشقُّ طريقها إلى المكان اللائق بها؛ وإن النسخَ المخطوطةَ من مجموعة «عصا موسى» و«ذو الفقار» التي أرسلناها إلى دمشق قد راجعتْها هيئةٌ علميةٌ على مدى خمسةَ عشر يومًا، وأبلغت عن تقديرها التام لها بقولها: فلنطبعها مجزَّأةً، إذْ يلزم الكثير من المال لطبعها دفعةً واحدة.

سعيد النُّورْسِيّ

***

باسمه سبحانه

إخواني الأعزاء الأوفياء..

بات من المناسب أن أبيِّن لكم واقعةً جرتْ لي، وهي واقعةٌ عجيبةٌ أليمةٌ لطيفةٌ في آن، كما أبيِّن في الوقت نفسه أحد الافتراءات التي افتراها عليَّ أعدائي، وهو افتراءٌ شنيعٌ لا يمكن حتى للشيطان أن يخدع به أحدًا ولو باحتمال واحدٍ من ألف، مما يُبيِّن أنه لم يبق لديهم أيُّ سلاحٍ يمكنهم أن يستخدموه ضد النور؛ والواقعة ما يلي: