507

باسمه سبحانه

السيد علي رضا رئيسَ المحكمة.. إن لي طلبًا ورجاءً مهمًّا للدفاع عن حقوقي، ذلك أني لا أعرف الحروف الجديدة اللاتينية، وكتابتي بالحروف القديمة يشوبها نقصٌ كثير، فضلًا عن أنهم لا يسمحون لي بالتواصل مع الآخرين، بل أنا أشبه ما أكون في زنزانةٍ منفردة، حتى إن لائحة الادعاء سُحِبَتْ مني بعد خمس عشرة دقيقةً من تسليمها لي؛ ثم إني ليس لي القدرة على توكيل محامٍ، حتى إن دفاعي الذي قدَّمتُه إليكم لم أستطع الحصول على نسخته بالحروف الجديدة إلا بمشقةٍ بالغة، ولم يصلني قسمٌ منه إلا سِرًّا.

ثم إني كنت قد استكتبتُ «رسالةَ الثمرة» التي تعدُّ لائحةَ دفاعٍ عن رسائل النور وخلاصةً لمسلكها، استكتبتُها لأقدِّم نسخةً منها للمدعي العام وأُرسِل نسخةً أو نسختَين إلى الجهات الرسمية بأنقرة، فصادروها مني ولم يردُّوها إلى الآن، مع أننا حين كنا في محكمة «أسكي شَهِر» أرسلتْ عدليَّتُها آلةً كاتبةً إلى السجن، فكتبْنا بواسطتها نُسَختين من دفاعاتنا، وكتَبَتِ المحكمةُ بدورها نُسخًا أخرى؛ ومن هنا فإن طلبي المهمَّ هو أن توفِّروا لنا آلةً كاتبة أو تسمحوا لنا بجلبها، كي نكتبَ دفاعنا بالحروف الجديدة، ونكتبَ أيضًا الرسالةَ التي هي بحكم لائحة دفاعٍ لرسائل النور، ثم نُرسلَ نسخًا منها إلى كلٍّ من وزارة العدل ومجلس الوزراء والبرلمان ومجلس شورى الدولة؛ لأن رسائل النور هي أساس لائحة الادعاء بأجمعها، والدعوى أو الاعتراض الموجَّه ضدها ليس حادثةً جزئيةً أو مسألة شخصية حتى لا تُولى كبيرَ أهميَّة، بل هي مسألةٌ عامةٌ بمثابةِ حادثةٍ كليَّةٍ ترتبط ارتباطًا وثيقًا بهذه البلاد وشعبِها وحكومتها، وهي بالتالي تستقطب اهتمام العالَم الإسلامي بصورةٍ بالغة الأهمية.

أجل، إن الذين يهاجمون رسائل النور من وراء الكواليس هم أنفسهم الذين يمكِّنون للكفر المطلق بذريعة السياسة اللادينية، تحرِّكهم في ذلك أيادٍ أجنبية، بغيةَ أن