511

الغايات الدنيوية، وقد أُلِّفَتْ كلُّ واحدةٍ منها لتفسير آيةٍ أو بيانِ معنى حديثٍ شريف، وسِيْقَتْ فيها الأمثلة لتوضيح العقائد المتعلقة بالدين والإيمان والإله والنبوة والآخرة، وهي رسائل تحوي في تسعين بالمئة منها آراءً علميةً، ونصائحَ أخلاقيةً للشيوخ والشباب، ومناقبَ رفيعة، ووقائعَ ذاتَ عبرةٍ مستقاةً من تجارب الحياة، وليس فيها شيءٌ يمكن أن يُعَدَّ مَساسًا بالحكومة أو إدارة البلاد أو استقرارها؛ وهي صريحةٌ في أنها لا تهدُف للإخلال بالأمن سواءٌ بتشكيل تنظيمٍ ما أو اتخاذ الدين أداةً لغرضٍ ما، وأن مراسلات تلاميذ الرسائل فيما بينهم ومراسلاتِهم مع سعيدٍ النُّورْسِيّ تندرج في هذا الإطار، أما بقية الرسائل التي تبلغ قرابة العشر رسائل، فهي رسائل خصوصيةٌ فيها نوعٌ من الشكوى وليست ذات طابعٍ علمي».

ومن هنا فإنه لَيؤسِفُنا أشدَّ الأسف ما أقدم عليه مقامُ الادِّعاء حين صرف النظر عن هذا التقرير الصادر عن الهيئة العلمية الرفيعة المستوى، ووجَّه إلينا الاتهامات على نحوٍ يثير العجَب، بناءً على تقريرِ لجنة الخبراء القديم الناقص المشوَّش، وإننا بلا شك نرى هذا أمرًا لا يليق بالإنصاف الذي عُرِفَتْ به هذه المحكمة العادلة.

لقد كان صنيعهم برسائل النور أشبه بصنيع البكتاشي [«البكتاشي» شخصيةٌ يُضرب بها المثل في التحايل للتهرُّب من الواجبات والتكاليف الشرعية؛ هـ ت] -إن جاز التشبيه- إذْ قيل له: لِمَ لا تصلي؟ فقال: إن القرآن يقول: ﴿لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ﴾، فقيل له: أكمِل الآية، أي: ﴿وَأَنْتُمْ سُكَارَى﴾ [النساء:43]، فقال: لستُ حافظًا!!

فكذلك كان أمرهم مع رسائل النور إذِ اقتطعوا منها جُمَلًا، وتركوا ما يتمِّمها ويبيِّن نتيجتَها، وسيُشاهَد في لائحة دفاعي التي سأقدِّمها -إن قورنتْ بلائحة الادعاء- ثلاثون أو أربعون مثالًا على هذا، وسأبيِّن واقعةً لطيفةً من هذه الأمثلة:

فقد صَدَرَ من مقام الادعاء في محكمة «أسكي شَهِر» -نتيجةَ سهوٍ ما- عبارةٌ تقول عن دروس رسائل النور الإيمانية: إنها تُفسِد الناس، ثم تَراجَعَ مقام الادعاء عن