497

وأُقدِّم لكم «رسالةَ الثمرة» التي ألَّفناها للسُجناء في يومَي جُمُعة، وعَمِلنا في أصعب الظروف لكتابتها بالحروف اللاتينية الجديدة كي نوصلها إلى الجهات الرسمية بأنقرة، فقد غدتْ بمثابة لائحة دفاعٍ عن رسائل النور بما بيَّنتْ من ركائزها وأُسِسها وخلاصتها، خذوها أُنموذجًا فاقرؤوها وتمعَّنوا فيها، فإن لم تصدِّقني قلوبُكم -لا أقول نفوسكم- فسأسكت حينئذٍ مهما ألحقتم بي من إساءةٍ وأذًى في الحبس الانفرادي.

الحاصل: إما أن تُطلقوا لرسائل النور حريتَها الكاملة، وإما أن تحطِّموا حقائقَها القوية المتينة إن استطعتم؛ أنا لم أكن أهتم بكم ولا بدنياكم حتى اليوم، بل لم أكن أريد ذلك أصلًا، لكنكم اضطررتموني إلى ذلك اضطرارًا، ولعله كان من الضروري تنبيهكُم بحيث ساقنا القدَرُ الإلهيُّ إلى هذا الطريق، أما نحن فنسترشد بالدستور القدسي: من آمَنَ بالقدَر أَمِنَ من الكَدَر؛ وقد عزمْنا على أن نقابل شدائدكم بالصبر.

الموقوف

سعيد النُّورْسِيّ

***

باسمه سبحانه

كنا قد اتخذنا وِرْدًا قرآنيًّا من مئاتِ الآيات القرآنية الشهيرة التي تمثِّل المنابعَ الخاصة لرسائل النور، كالوِرْدِ الكبير المقتبس من سورة الأنعام، وذلك أخذًا بالعادة الإسلامية الجارية منذ عهد النبوة، فجعل القومُ هذا مأخذًا علينا وقالوا: إنني أُجري تحريفاتٍ في الدين.

ثم عمدوا إلى «رسالة الحجاب» التي سُجِنتُ لأجلها سنةً، والتي ظلَّتْ خصوصيةً لا تُتداوَل، حتى لقد عُثِرَ عليها واستُخرِجتْ من تحت أكوام الحطب كما جاء في محضر الضبط.. فأرادوا أن يتهمونا بها وكأنها كُتِبَتْ ونُشِرَتْ في هذا العام!!