499

الحكومة؟ فقلتُ له: إن مقصدي أن هذا القائد إما سيموت وإما سيُستَبدَل، وهذا يعني أن الجيش سيتخلَّص من استبداده.

فيا تُرى كيف يمكن أن يؤتى برسالةٍ خصوصيةٍ لم تُتداوَل، ولم تقع في يدنا سوى مرتين خلال ثماني سنواتٍ فأخفيناها عن الأنظار، وهي مجرد رسالةٍ تُبيِّن معنى حديثٍ من أحاديث آخر الزمان بيانًا إجماليًّا كلِّيًّا، على أن أصلَها كان قد أُلِّفَ منذ زمنٍ بعيد، ولم يحصل أن اطَّلع عليها أحدٌ من أفراد الجيش.. كيف يمكن أن يؤتى برسالةٍ كهذه فتُجعَلَ سببًا للاتهام؟! ومع الأسف، فلقد أدرج هؤلاء المتحامِلون اتهامَهم العجيبَ هذا في لائحة الادعاء.

والأغرب من ذلك أنني سبق أنْ قلتُ في موضعٍ ما: كان اللازم على البشر أن يقابلوا نِعمَ الله العظيمةَ -كالطائرة والقطار والمذياع- بالشكر العظيم، فلم يفعلوا، فأمطرتْهمُ الطائرات بالقنابل؛ وقلتُ: إن المذياع نعمةٌ إلهيةٌ وأيُّ نعمة، وشكرُها أن يصير المذياع نفسُه قارئًا عالَميًّا يتلو القرآن بملايين الألسنة، فيُسمِع آياتِه لكل إنسانٍ على وجه البسيطة، [الحقيقة التي أخبر عنها أستاذُنا وتمنَّاها قد أخذتْ تتحقق في بلادنا، فها هو القرآن الكريم يُتلى في إذاعاتنا ولله الحمد، وسيأتي يومٌ تُبَثُّ فيه على المذياع دروسُ رسائل النور التي تَعرِض حقائق القرآن، فتنالُ البشرية من ذلك فوائدَ جمَّةً بإذن الله؛ المُعِدّون] كما أنني حين بيَّنتُ في «الكلمة العشرين» إخباراتِ القرآن الغيبيةَ عن عجائب المدنيَّة الحديثة، ذكرتُ إشارةً من آيةٍ قرآنيةٍ إلى أن الكفار سيتغلَّبون على العالَم الإسلامي بواسطة القطار؛ ومع أنني كنت أُرغِّب المسلمين بهذه العجائب، إلا أن مدَّعيًا عامًا في محكمةٍ سابقةٍ جعل من هذا سببًا للاتهام حقدًا وضغينةً منه، فاتهمني في ختام لائحة الادعاء بأنني أعادي ما أَنتَجه التقدُّم الحديث من طيارةٍ وقطارٍ ومذياع!!

ثم إن أحد الأشخاص كان في معرِض حديثٍ عن أمرٍ لا صلةَ له بقضيتنا هذه، فقال عن تعبير «رسالة النور» -وهو الاسم الآخَر لرسائل النور-: «إنها رسالةٌ وإلهامٌ من نور القرآن»؛ ففُسِّر قولُه في لائحة الادعاء بمعنًى مغالِطٍ تمامًا، وجُعِل سببًا لاتِّهامي كما لو أن العبارة كانت: «إن رسائل النور رسول»!!