495

ثم إن رسائل النور قد تحقَّقتْ خدمتُها الباهرة وبركاتُها المادية والمعنوية في هذه البلاد بإشاراتِ ثلاثٍ وثلاثين آيةً قرآنية، وبكراماتٍ غيبيةٍ ثلاثٍ لسيدنا عليٍّ رضي الله عنه، وبإخبارٍ قطعيٍّ من الغوث الأعظم الشيخ الجيلاني قُدِّسَ سِرُّه، فلا يصحُّ بل لا يمكن أن تكون مسؤولةً عن أخطائنا الشخصية التافهة، وإلا حاق بهذه البلاد ضررٌ ماديٌّ ومعنويٌّ لا يمكن تلافيه. [كُتِبَتْ عريضةُ الدفاع هذه قبل عشرين يومًا من وقوع الزلزال الذي ضرب ولاية «قسطمونو»، وكانت قد ظلَّتْ محفوظةً من الآفات أكثر من سائر الولايات ببركة رسائل النور، وقد بدأت المصائب تتوالى الآن فصدَّقتْ دعوانا؛ المؤلِّف]

إن الهجمات والمخطَّطات التي يديرها بعضُ الزنادقة بخبثٍ شيطانيٍّ ضدَّ رسائل النور ستَفشل بإذن الله؛ وإن تلاميذ رسائل النور لا يمكن قياسهم بغيرهم، فليسوا ممن تُفرَّق صفوفُهم أو ممن يُحمَلون على تركِ دعوتهم، إنهم -بعنايةِ الله- لا يُغلَبون؛ ثم إنهم موجودون في كلِّ مكان، ويَحظَون بالثقة والتقدير لدى عموم الناس، بل هم بمثابةِ عصب الحياة لهذا الشعب، ولولا أن القرآن منعهم من سلوك سبيل الدفاع المادي، لما وجدتم منهم حوادثَ محدودةً غيرَ مُجديةٍ كحادثة «الشيخ سعيد» وحادثة «مَنَمَن»؛ وإلا فإنه -لا قدَّر الله- إنْ نزل بهم ظلمٌ يجعلهم في حالة الاضطرار للدفاع عن النفس، وهوجمتْ رسائل النور، فلَيَنْدَمَنَّ الزنادقة والمنافقون المضلِّلون للحكومة ندامةً ما بعدها ندامة.

والحاصل: ما دمنا لا نتعرَّض لدنيا أهل الدنيا، فلا يتعرَّضوا هم لآخرتِنا ولا لخدمتنا الإيمانية.

الموقوف

سعيد النُّورْسِيّ

***