774

ومما يُذكر في هذا الباب أن الأستاذ وطلابه كانوا يأتون إلى المحكمة جماعةً كأنهم كوكبةٌ من الأبطال، فكان هذا يبعث في قلوب المؤمنين محبةً ومودةً خالصةً تجاههم، وقد شكلت جلسات المحاكم هذه حافزًا قويًّا للنهوض بخدمةِ دعوةِ الإيمان والإسلام.

لقد برز إلى الميدان جيلٌ جديدٌ مثقفٌ من طلاب النور، وأثمرت مصيبةُ السجن هذه رجالًا أبطالًا مضحين يحملون على عاتقهم واجب الخدمة الإيمانية لرسائل النور، ويتخذونها غايةً لحياتهم رغم أنف أعداء الدين.

كان البيتُ الذي نُقِل إليه الأستاذ بعد الإفراج عنه مراقبًا بعنصرَين من أفراد الشرطة يلازمان بابه دون انقطاع، ولا يَسمحان لأحدٍ بالدخول، هذا فضلًا عن أن الحملات المغرضة كانت طَوالَ مدّة السجن تبثُّ الخوف في نفوس الناس، وتروِّج للأكاذيب والمغالطات من قبيل أنه سيُحكم على بديع الزمان بالإعدام.

بقي الأستاذ في هذا البيت بـ«أفيون» مدة شهرين، ثم نُقِلَ بعدها إلى «أميرداغ» من جديد، حيث كان فيها الكثير من طلاب رسائل النور يؤدون الخدمة النورية على الوجه الأتم.

***