رسالةٌ من محمد صابر

وهو أستاذٌ مساعد بقسم التاريخ التركي في جامعة كراتشي، ومحررٌ بأربع صحفٍ كبرى، وصاحب جهودٍ كبيرةٍ في نشر رسائل النور والإفادة منها بباكستان

باسمه سبحانه

إخوتي في الدين الأعزاء.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد تلقيت رسالتكم القيمة، وأشكركم عليها جزيل الشكر.

كيف حال أستاذنا الجليل سعيد النُّورْسِيّ وكيف صحتُه؟ يَسأل عنه مُحِبُّوه وطلابُه هنا، ونرجو أن توافونا بأخباره على الدوام.

خلال هذا الشهر نشرتُ في الهند أربع مقالاتٍ عن الصهيونية والشيوعية، وهما عدوان حقيقيان للإسلام والأتراك على حدٍّ سواء؛ كما حرَّرتُ مقالًا حول جذور وتاريخ الأُخُوة بين تركيا وباكستان، ونشرتُها بكراتشي وأرسلتُ إليكم نسخةً منها، وكتبتُ مقالةً أخرى بعنوان: «المسلمون المظلومون في روسيا» ونشرتُها في مجلةٍ شهريةٍ تسمى «الإمام»، وأرسلتُ إليكم نسخةً منها، ونُسخًا إلى عدة صحفٍ تُنشَر بالأوردية.

إن غايتي هي خدمة الإسلام، والتعريف بالأدب التركي، والتصدي لأعداء الأتراك وفضحُهم.

…….

أعمل حاليًّا على نشر كتابٍ مهم، ولهذا أكتب إليكم، إنني في هذه الآونة أُعرِّف بمن يسمون أنفسهم حزب الشعب، [يقصد حزب الشعب الجمهوري بتركيا؛ هـ ت] ممن عملوا ضد مصالح الشعب التركي وخدعوه باسم الجمهورية، وزجُّوا بأهل الدين في السجون، ولقد نشرتُ بهذا الصدد مقالاتٍ عدة في كراتشي، وأعمل على إخراجها في كتاب، فأيَّةُ معلومةٍ أو موادَّ تزودونني بها سأنشرها فيه.

سأكتب إليكم لاحقًا رسالةً مهمةً أبيِّن فيها أن الأستاذ يمثِّل أكبر شخصيةٍ دينيةٍ في العالَم الإسلامي اليوم، وأنه لم يظهر شخصٌ يماثله سواءٌ في شبه القارة الهندية أو أندونيسيا أو البلاد العربية أو إفريقيا.

فيا إخواني النوريين.. اِعملوا لأجل الأُخُوَّة التركية الباكستانية، وكونوا على حذرٍ من الشيوعيين، إننا نفتخر بأننا شركاء في حلف بغداد، وأن طريقنا هو الإسلام لا القومية العربية ولا الإيرانية.

في الشهر الماضي دعاني السيد «علي أكبر شاه» لزيارته، وحدثني عن لقائه بأستاذنا في العام 1950م، وقدم لي معلوماتٍ قيمةً بهذا الخصوص؛ وقد سبق أن نشر مقالاتٍ تُعرِّف بالأستاذ، وله كذلك مقالاتٌ تَفضح اليهود، إنه يُبلِّغ الأستاذ تحياته ويدعو لطلابه، وقد أخبرني قائلًا: «تأثَّرتُ في حياتي بشخصيتين: مولانا جلال الدين الرومي، وسعيد النُّورْسِيّ».

محمد صابر

***

رسالةٌ أخرى من محمد صابر

…….

وقد وصلنا خبرٌ يقول: إن حكومة مَنْدَرِس قد أمرت بنشر رسائل النور القيِّمة التي ألَّفها الأستاذ سعيد النُّورْسِيّ أحدُ كبار مفكري العالَم الإسلامي والعالَم عامةً.

وقد سُرَّ لهذا الخبر سرورًا بالغًا جميعُ العاملين في خدمة الدين من أبناء باكستان؛ ونحن ننتهز هذه المناسبة لنهنئ من صميم قلوبنا الأستاذ النُّورْسِيّ وطلابَه الأفاضل وإخوتَنا في الدين من الأتراك، ونشكرَ الديمقراطيين وفي مقدمتهم «عدنان مَنْدَرِس» لتخليصهم الشعبَ التركيَّ من الظلم والاستبداد والإلحاد.

إن هذه الخطوة المهمة سيكون لها دورٌ كبيرٌ في كسر الحملة التي تستهدف تشويه صورة الشعب التركي، وستُحيي من جديدٍ المحبةَ التي يُكِنُّها العالَم الإسلامي لتركيا، إنني مسلمٌ باكستاني لم يسبق لي أن زرت تركيا أو التقيت بسعيدٍ النُّورْسِيّ، لكنني حين أقرأ شيئًا مما نشره طلاب النور بجامعة اسطنبول أشعر بلذةٍ روحيةٍ حقيقية، وها أنا اليوم قد صرت أحد تلاميذ النور بالرغم من تنائي الديار.

لا توجد مؤلفاتٌ كرسائل النور بلغتي الأوردية، ولا يوجد بطلٌ دينيٌّ كالنُّورْسِيّ لا في باكستان ولا في الهند، أجل هذه حقيقة، ونرجو أن تُسدى تلك الخدمة الكبرى للإسلام بترجمتها إلى الأوردية، فالحقيقة أن مقارعة الشيوعية عبر الكلمة المنشورة أمرٌ في غاية الأهمية، ولقد راعى الديمقراطيون هذه المسألة في قوانينهم، وبمثل هذه الأنشطة الإسلامية سيُقضى بإذن الله على الشيوعية والماسونية وأشباههما من الجهات التي تحارب الشعب التركي، لتعود تركيا إلى سالف مجدها بإذن الله؛ آمين.

محمد صابر

أراباد

تلميذ نورٍ في باكستان

***