505

الحال من الخطورة أن تسنَّ قوانين تحاسب العاملين لأجل الإيمان والآخرة، أو تأخذَ بمثل هذه القوانين لصالح الزندقة والعياذ بالله، فإنني أعلن لكم وأحذِّركم دون خوفٍ ولا وجل، أنْ لو كانتْ لي ألفُ نفسٍ ما تردَّدْتُ في التضحيةِ بها في سبيل الإيمان والآخرة، فافعلوا ما شئتم.

وأقول لكم ردًّا على حكمكم الظالم الذي أنزلتموه بحقي، حكمِ الإعدام والأشغال الشاقة: إنني وفقًا لكشفيَّات رسائل النور القطعية لا أُعدَم.. بل أُعطى مذكِّرة تسريحٍ وإعفاء، وأَرحل إلى عالَم النور والسعادة؛ أما أنتم أيها الأشقياء الذين تسحقوننا لصالح الضلالة.. فإنني أعلم أنكم محكومون بالإعدام الأبدي والسجن المؤبَّد الانفرادي انتقامًا تامًّا لنا منكم.. أعلم ذلك وأراه.. ولأجل هذا فإني مستعدٌ لتسليم روحي بقلبٍ مطمئن؛ وآخر قولي أنْ: ﴿حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ [آل عمران:173].

الموقوف

سعيد النُّورْسِيّ

***

باسمه سبحانه

أيها السادة.. لقد بِتُّ على قناعةٍ قطعيةٍ مبنيَّةٍ على أماراتٍ كثيرةٍ أن الهجوم علينا ليس ناشئًا عن دعوى استغلال المشاعر الدينية أو الإخلال بالأمن الداخلي كما زُعِم.. كلا.. إن هذا ستارٌ كاذب.. وإنما يُتَهَجَّمُ علينا لإيماننا ولخدمتِنا للأمن والإيمان، وهو هجومٌ يجري لصالح الزندقة لا لصالح الحكومة؛ وأسوق على هذا حُجةً واحدةً من الحجج الكثيرة: