500

 

ثم إني كنت قد أثبتُّ بحججٍ قطعيةٍ في عشرين موضعًا من دفاعنا أن الدين والقرآن ورسائل النور لا تُتَّخَذُ أداةً لشيء، وأننا لا يمكن أن نتخذها وسيلةً لكسبِ شيءٍ حتى لو كان الدنيا بأسرِها، وأننا لا نستبدل بحقيقةٍ منها مُلْكَ العالَم بأجمعه، ونحن فعلًا كذلك، ودلائلُنا على هذه الدعوى تبلغ الألوف على مدى عشرين سنة؛ فما دام الأمر كذلك فإني ومَن معي نقول بكلِّ قوتنا: ﴿حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ [آل عمران:173].

سعيد النُّورْسِيّ

***

باسمه سبحانه

تتمةُ الاعتراض على لائحة الادعاء

إن مخاطَبِيَّ في هذا الاعتراض ليسوا محكمةَ «دَنِزْلي» ولا مدَّعيَها العام، بل الموظَّفين الذين امتلأت نفوسهم هواجسَ وأحقادًا، فرفعوا ضدَّنا لائحةَ الادعاء العجيبةَ هذه معتمدين على أوراق ضبوطهم المغلوطة الناقصة، وفي مقدِّمتهم المدَّعيان العامَّان لكلٍّ من «إسبارطة» و«إينَه بولو».

فأولًا: إن وصف طلاب النور الأبرياء بوصفٍ لا أصل له ولا فصل، ولم يخطر ببالي قطُّ، أعني وصفَهم بأنهم تنظيمٌ سياسيٌّ، وهم الذين ليس لهم أيُّ صلةٍ بالسياسة، ثم تجريم المساكين الداخلين في دائرة رسائل النور الذين لم يعرِفوا مقصِدًا سوى الإيمان والآخرة، ثم تقديمهم للمحاكمة على أنهم من مروِّجي أفكار هذا التنظيم المزعوم أو من نشطائه أو من منتسبيه، أو بدعوى أنهم قرؤوا رسائل النور أو أقرؤوها أو استنسخوها.. أقول: إن هذا يُعَدُّ مجافاةً صارخةً لحقيقة العدالة.