485

وفي مُلكِك بأمرك وحولك وقوَّتك وقدرتك وإرادتك وتدبيرك مُسَخَّراتٌ موظفاتٌ، ولصانعها ومعبودها عابداتٌ حامداتٌ مُسَبِّحاتٌ؛ سبحانك يا من اختفى بشدة الظهور. ‌

‌ولا في الأرواح خَطَراتٌ غيبياتٌ إليك مشيراتٌ، وإلهاماتٌ صادقاتٌ عليك شاهداتٌ، ولا في القلوب اعتقاداتٌ يقينيّاتٌ منوَّراتٌ لصفاتك وأسمائك بحق اليقين كاشفاتٌ، ولا في أنبيائك وأوليائك قلوبٌ نَيِّراتٌ لأنوارِ ذاتك بعين اليقين مشاهِداتٌ، ولا في أصفيائك عقولٌ نورانياتٌ لآياتك الكبرى وبراهين وحدانيتك العظمى بعلمِ اليقين مُصدِّقاتٌ، ولا لرسولك الأكرم عليه الصلاة والسلام معجزةٌ من المعجزات الباهرات الساطعات، وحقيقةٌ من الحقائق العاليات القاطعات، ولا في فرقانك الأحكَمِ آيةٌ توحيديةٌ من الآياتِ البيِّنات الواضحات، ومسألةٌ إيمانيةٌ من المسائل القدسيَّات اليقينيَّات، إلا وهي كلُّها على وجوبِ وجودك يا رب العالمين، وعلى وحدانيتك يا إله الأولين والآخرين، وعلى صفاتك القدسية وأسمائك الحسنى يا رب السماوات والأرضين بالبداهة شاهداتٌ مخبِراتٌ، وعلى حَشمةِ ربوبيتك وعَظَمَةِ قدرتك على كل شيءٍ، وعلى وُسعةِ رحمتك وحاكميَّتك لكلِّ شيءٍ، وعلى إحاطةِ علمك وحكمتك بكلِّ شيءٍ، وعلى دوامِ تجلِّيات أسمائك أبَدَ الآبدين، وبقاءِ تواترِ إحساناتك دَهْرَ الداهرين دالّاتٌ معلناتٌ، وإلى كنوزِ أسمائك السرمدية، وخزائنِ رحمتك الأُخروية، ودفائن إحساناتك الأبدية مُشيراتٌ مُبشراتٌ، وفي مُلكك وملكوتك بأمرك وحولك وقوَّتك وقدرتك وإرادتك مُسَخَّراتٌ موظَّفاتٌ، ولِرَبِّها مُسَبِّحاتٌ حامداتٌ مُكَبِّراتٌ مُهَلِّلات.

‌‌فيا إلهي وإلهَ الأرض والسماوات، ويا خالقي وخالقَ جميع المخلوقات، فبِحَقِّ القدرة التي سَخَّرتَ بها الأرض والسماوات وجميعَ المخلوقات بهذا التسخير الذي ذكرناه، سَخِّر لي نفسي، وسَخِّر لي مطلوبي، واشرح صدري للإيمان والإسلام، وارزقني حُسنَ الخاتمة، وسَخِّر لرسائل النور قلوبَ عبادك وقلوبَ المخلوقاتِ الروحانياتِ