607

أجل أستاذَنا الحبيب.. إننا ننظر إلى أنفسنا فلا نراها أهلًا لخطاب رسائل النور، لكننا برغم ذلك نشاهد أن تجلياتِ رحمةِ الخالق الرحيم تَظهَر كلما اشتدت الحاجة.

قلبُ الأستاذ مرآةٌ ساطعة، ومَظهَرٌ متلألئ، ومَعكِسٌ وضَّاء؛ ولسانُ مقاله مُبلِّغٌ رفيع، ومعلِّمٌ بديع، ومرشدٌ جليل؛ أما لسانُ حاله فأجملُ مثالٍ مشخَّص، وأفضل أُنموذجٍ مجسَّم.

حاجاتُ طوائف البشر اليوم تُكتَب وتُعرَض، وحالُ الظَّلَمة الذين يوقدون نيران الحروب منذ سبع سنين [يقصد الحرب العالمية الثانية؛ هـ ت] قد باتت أشدَّ اضطرابًا، وأصبح كلُّ من له إدراكٌ يصغي إلى المذياع متسائلًا بحَيرةٍ: تُرى ماذا سيحصل غدًا؟ وبينما كان يُنتَظَر حلول الأمن والأمان والصُّلح والسلام في العالَم بهزيمة اليابانيين في الشرق، إذا بحركةٍ دجَّالةٍ في الشمال تَظهَر وتَبرُز للجميع، وهذه الحال تثير القلق والمخاوف لدى كلِّ إنسان، وتجعله يسارع إلى المذياع بقلقٍ واهتمامٍ ظانًّا أن المستقبل مُتَّجهٌ نحو غياهب الظلمات؛ فحمدًا لله أنَّ رسائل النور تُسكِّن ببياناتها السامية أرواحَنا، وتطمئن بدروسها الحقيقية قلوبَنا.

وإن ثمة علائمَ تدل على أن هذا التيار المادي الرهيب لن يُهزَم إلا بقوةٍ سماويةٍ ناتجةٍ عن التعاون بين عالَم الإسلام وعالَم المسيحية، بأنْ تتضافر جهود أهل الإنجيل وأهل القرآن، ويكونَ الإنجيل تابعًا للقرآن، مما يؤذِن -بمعنًى إشاريٍّ- بقربِ الزمانِ المنتَظَرِ فيه مجيءُ عيسى عليه السلام.

ووفقًا لما يُتسامَع في هذه الأيام، فإن الولايات المتحدة الأمريكية قد أمرتْ هيئةً من الهيئات الأربع التي أرسلتْها إلى أنحاء العالَم بغرض التحري والتدقيق، وكلَّفتْها بالبحث عن دينٍ سليمٍ يحقق للبشرية سعادتَها، وما دام الأمر كذلك فإننا نؤمن إيمانًا راسخًا بأن رسائل النور التي أقرَّت المحكمة بمجدِّديَّتِها ستكون أعظم سعادةٍ لهذه البشرية التائهة المضطربة.