782

لقد سعى الأعداء جاهدين ليمحوا من ذاكرة المسلمين مفاخرَ ألفٍ وأربعمئة سنةٍ سَطَّرها أجدادهم المجاهدون والشهداء بأقلامِ سيوفهم الناصعة، ومِدادِ دمائهم الزكية، وخلَّدوها في جنبات الأرض وصفحات الزمان، وقلَّدوها أمانةً في عنق التاريخ؛ ولم يقف مسعى الأعداء عند هذا الحد، بل قيَّدوا هذين الأخوين -العرب والترك- بسلاسل المعاهدات الجائرة، وأذاقوهما أشد العذاب، منعًا لاتحادهما من جديد، لقد رسف المسلمون في قيود هؤلاء سنين طويلة، وتعالت أنَّاتهم، وذاقوا على أيدي القوم شتى أنواع الفظائع والمهانات.

ألا هيهات هيهات.. لم يدرِ هؤلاء الأعداء أن العناية الإلهية ستَصَحبنا من جديد.. ولم يعرفوا بل لم يروا النصرَ العظيم الذي يتحقق للمسلمين بتفسيرٍ جليلٍ بديعٍ للقرآن كرسائل النور ومؤلِّفِه بديع الزمان؛ إنها مؤلفاتٌ قيِّمةٌ نفيسةٌ تثبت الوحدانية الإلهية والرسالة الأحمدية والحقائق الأُخروية ببراهين قويةٍ محقَّقةٍ، وبصورةٍ جليةٍ ساطعةٍ، بحيث لم يقدر على مواجهتها أو الاعتراض عليها عالِمٌ ولا فيلسوف.

نحن التُّرك نُكِنُّ في قلوبنا عميق المحبة والاحترام لكم أنتم العرب النُّجباء معدن آل البيت الأطهار، ولأجدادكم الصحابة الأبرار، وإنهما لمحبةٌ واحترامٌ لا يخبوان ولا يزولان، إذِ انعقدا لله ولرسوله المصطفى (ص)؛ وإنا لأجلِ هذا النبي الكريم ودينه القويم مستعدون للتضحية بالنفس والنفيس.

إننا لَنضرع إلى الله تعالى آملين في لطفه وكرمه أن يتحقق في المستقبل القريب ما بشَّر به أستاذنا الحبيب من أن الأتراك والعرب سيَتَّحِدون من جديدٍ إخوةً حقيقيين، وعندها سترتد بذور الشر والإفساد التي بذرها أعداء المسلمين في وجوههم، وتتحطم