248
فإن زادتْ هذه العنايات على معنى التوفيق كانت إكرامًا إلهيًّا؛ وإظهارُ الإكرام الإلهي شكرٌ معنوي.
فإن زادتْ على هذا أيضًا كانت كرامةً قرآنيةً صرنا مَظهَرًا لها دون تدخُّلٍ منا ولا اختيار؛ ولا ضيرَ في إظهارِ كرامةٍ جاءتْ بغير علمٍ منا ولا اختيار.
فإنِ ارتقتْ إلى ما فوق الكرامة العادية كانت شُعَلًا للإعجاز المعنوي للقرآن الكريم.
فإذا كان من اللازم إظهارُ الإعجاز، فلا شك أن إظهارَ ما يؤيِّده عملٌ يصبُّ في صالحه؛ فلا يمكن أن يكون مبعث فخرٍ وغرور، وإنما يكون مبعث حمدٍ وشكر.
السبب السابع:
إن ثمانين بالمئة من نوع الإنسان ليسوا من أهل التحقيق كي يَنفذوا إلى الحقيقة ويقفوا عليها ويأخذوا بها، وإنما يتلقَّون -تقليدًا- المسائلَ التي يسمعونها من أناسٍ يثقون بهم ويعتمدون عليهم، بناءً على حُسْنِ الظنِّ وظاهرِ الحال؛ حتى إنهم يَرون الحقيقةَ القويةَ ضعيفةً عندما تكون في يد شخصٍ ضعيف، ويعُدُّون المسألةَ التافهةَ مهمةً إن رأوها بيدِ شخصٍ ذي أهمية.
وإنني بناءً على هذا أجدُني مضطرًا للإعلان عن الأمر التالي، لكيلا أَحُطَّ من قيمةِ الحقائقِ الإيمانيةِ والقرآنيةِ حين يراها الناس في يدِ شخصٍ ضعيفٍ عاجزٍ بسيطٍ مثلي؛ فأقولُ:
إن ثمة مَن يستخدمنا ويُقيمُنا في مهامَّ جليلةٍ دون علمٍ منا ولا اختيار، ودليلُنا على هذا أننا نصيرُ مظهرَ عناياتٍ وتسهيلاتٍ خارجةٍ عن شعورنا وإرادتنا، فلأجلِ هذا نجِد أنفسَنا مضطرين للإعلان عن هذه العنايات على الملأ.
وبناءً على هذه الأسباب السبعة نشير إلى بضعِ عناياتٍ ربانيةٍ كلية: