738

باسمه سبحانه

إخواني الأعزاء الأوفياء وأصحابي في السجن..

أولًا: لا تهتموا كثيرًا لعدم لقائنا صورةً، فإننا نلتقي في كلِّ حينٍ معنًى؛ وبدلًا من أن تلتقوا بشخصي الذي لا أهمية له، فإنكم إذا قرأتم أو استمعتم إلى أيَّةِ رسالةٍ من الأنوار تقع بأيديكم، فإنما تجالسونني في تلك الرسالة، لا باعتبار شخصي البسيط، بل باعتباري خادمًا للقرآن.

على أنني بأيَّةِ حالٍ ألتقيكم في دعواتي وفي خيالي وفي كتاباتكم وفي العلاقة التي تربط بيننا، فما دمنا في مسلكٍ واحدٍ فإننا نلتقي في كلٍّ حين.

ثانيًا: نُبشِّر طلاب رسائل النور الجُدُد في هذه المدرسة اليوسفية الجديدة، ونخبرهم بناءً على حُججٍ قويةٍ وإشاراتٍ قرآنيةٍ أذعنتْ لها حتى لجنةُ الخبراء نفسُها: إن تلاميذ النور الصادقين تُختم حياتُهم بالحسنى ويدخلون القبر بالإيمان؛ ثم إنه بفضل الشراكة المعنوية النورية التي بينهم، يكون لكلِّ تلميذٍ منهم سهمٌ من أدعية إخوانه ومكاسبهم المعنوية، كلٌّ بحسب درجته؛ فكأن كلَّ واحدٍ منهم يتعبَّد ويستغفر بآلاف الألسنة.

وهاتان الفائدتان والنتيجتان تأتيان على كلِّ المصاعب والشدائد التي يلقاها المرء في هذا الزمان العجيب، فتجعلانها كالعدم؛ وهكذا تُحقق رسائلُ النور لطلابها الصادقين هذين الرِّبحَين العظيمَين بثمنٍ جِدِّ زهيد.

سعيد النُّورْسِيّ

***