526

ثم إن ولاية «إسبارطة» قدَّمتْ لي إخوةً حقيقيِّين وأيَّ إخوة.. حتى إنني لأفدي كلَّ واحدٍ منهم لا بـ«عبد المجيد» و«عبد الرحمن»، [عبدُ المجيد شقيقُ الأستاذ الأصغر، وعبدُ الرحمن ابن شقيقه الأكبر عبدِ الله؛ هـ ت] بل بسعيدٍ نفسه مع الرضا والامتنان.

إنني لأحسِب أن تلاميذ رسائل النور هم أقلُّ مَن يقاسي الشدائد قلبًا وروحًا وفكرًا على وجه الكرة الأرضية اليوم، لأن قلوبَهم وأرواحَهم وعقولَهم التي عَمَرَها نورُ الإيمان التحقيقي لا تقاسي شدةً؛ أما المشاقُّ المادِّية فيقابلونها بالشكر والصبر إذْ تعلَّموا من دروس رسائل النور أنها مشاقُّ آنيَّةٌ زائلة، وأنها تافهةٌ لا أهمية لها، وأن صاحبها مع ذلك مأجورٌ عليها، وأنها وسيلةٌ لفتح آفاقٍ جديدةٍ في الخدمة الإيمانية، وبذلك يُثبِتون بلسان حالهم أن الإيمان التحقيقيَّ هو مدار سعادةٍ حتى في الدنيا.

أجل، إنهم يسعَون بجِدٍّ ليستبدلوا بهذه المشاقِّ الفانية رحماتٍ باقيةً قائلين: لننظرْ ماذا يقضي المولى، فما يقضيه هو الأحلى؛ أسأل الله أن يكثِّر من أمثالهم، ويجعلَهم مبعث شرفٍ وسعادةٍ لهذا الوطن، ويَمُنَّ عليهم بالسعادة الأبدية في جنة الفردوس؛ آمين.

سعيد النُّورْسِيّ

***

باسمه سبحانه

مع تهنئتي لكم بالعيد مجدَّدًا أقول لكم: لا تأسفوا لعدمِ تلاقينا صورةً، فنحن دائمًا معًا حقيقةً، وهذه المعيَّةُ ستدوم بإذن الله في طريق الأبد.

إنني على قناعةٍ من أن ما تنالونه في خدمتكم الإيمانية من ثواباتٍ أبدية، وفضائل روحية، ومسرَّاتٍ قلبية، يجعل الهموم الزائلة والمشاقَّ المؤقتة التي تعانونها اليوم في حكم العدم.