534

لصالح الكفر المطلق، وإزاء هذا الاحتمال فإني أظن أننا دُفِعنا لكتابةِ «رسالة الثمرة» لتكون أقوى دفاعٍ يواجههم ويُسْكِتهم، إذْ هي واضحةٌ كالشمس لا تدع مجالًا لشبهة، متينةٌ كالجبل لا تتصدع.

سعيد النُّورْسِيّ

***

إخواني الأعزاء..

بينما كنت أقرأ وِرْدًا جليلًا في يوم الجمعة هذا إذْ خطرتُم ببالي وقلتم بلسان الحال: ماذا نعمل للخلاص من هذه المصيبة؟ فوَرَدَ على قلبي الأمر التالي:

تساندوا وتماسكوا كالبنيان المرصوص، لأن الذين لجؤوا إلى تدابير من قبيل التبرُّؤِ مني، وإنكارِ الصلة برسائل النور وطلابها، والتزلُّفِ للقوى التي تعمل في الخفاء للقضاء علينا، لم يجنوا شيئًا سوى الضرر.

وأؤكد لكم أنني لو علمتُ أن خلاصكم يكون بالتبرُّؤِ مني لسَمَحْتُ لكم بتجريحي وتحقيري وغِيبتي، ولسامحتُكم في ذلك، ولكنَّ تلك القوى تعرفكم جيدًا ولا تنخدع بمثل هذه الأمور، بل تستمد شجاعةً من ضعفكم وتبرُّئكم فتزيد من بطشها.

ثم إنه لما كان مسلكُنا مسلكَ الخلَّةِ والأُخوَّة لم يكن فيه تنافسٌ تمليه الأنانية والمصلحة الشخصية؛ فلْيوجَّه النظر إلى كمالات رسائل النور، لا إلى نقائصِ مسكينٍ ضعيفٍ كثيرِ العيوب مثلي.

سعيد النُّورْسِيّ

***