400

فيا إخواني.. إن هذا الزمان الذي يعُجُّ بالتيارات الرهيبة، والحوادث الهائلة التي تضطرب لها الدنيا وتتزعزع لها حياة الناس.. يحتاج إلى ما لا يُحدُّ من الثبات ورباطة الجأش والتحلي بروح التضحية.

أجل، إن تفضيل الناس الدنيا واستحبابَهم إياها على الآخرة رغم عِلمهم بها وإيمانهم بها، وترجيحَهم -بعلمٍ ومحبةٍ ورضًى- زجاجًا منكسرًا على ألماسٍ باقٍ، وإيثارَهم درهمَ لذةٍ عاجلةٍ مسمومةٍ على قنطارِ لذةٍ آجلةٍ صافية، لَهُوَ الداء الوبيل والمصيبة الرهيبة لهذا العصرِ كما يستفاد من المعنى الإشاري للآية: ﴿يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآَخِرَةِ﴾ [إبراهيم:3].

وإنه من جَرَّاء هذه المصيبة يقع أحيانًا بعض المؤمنين الحقيقيين في أخطاء جسيمة كموالاة أهل الضلالة، نسأل الله تعالى أن يحفظ أهل الإيمان وتلاميذ رسائل النور من شرِّ هذه المصائب، آمين.

سعيد النُّورْسِيّ

***

باسمه سبحانه

إخواني.. إن تلاميذ رسائل النور مُلزَمون في هذا الزمان، خصوصًا في هذا الحين، بأنْ يكونوا في أتم درجات الثبات والتساند والحذر؛ ولقد صار أبطال «إسبارطة» وما حولها مثالًا يُحتذى بما أظهروه من ثباتٍ كالجبال.

وأنتَ يا «خسرو».. تلقيتُ رسالتك الجميلة المؤثرة، لقد سرَّتْنا عودتك إلى وظيفتك سرورًا يفوق الوصف، فأهلًا بك ومرحبًا.

لا تهتم من تعطُّل قلمك المادي سنةً ونصفًا، فإن ذكرى قلمك ذي الكرامة -أقصد إحدى نُسَخِ «المعجزات الأحمدية»- تجول بدلًا منك في الولايات الشرقية تجوالًا فعالًا