299

فالجواب: إنَّ مَن تلقَّى الدرس من رسائل النور لا يدخلُ مطلقًا في فتنٍ تَهدِر دماءَ الأبرياء وتُضيِّع حقوقَهم، ولا يدنو بحالٍ من الفتن التي ظلَّتْ عقيمةً ضارَّةً كما أثبتت التجارب باستمرار.

ولقد وقعتْ عشرُ فتنٍ خلال السنوات العشرِ الفائتة، فلم يشترك فيها واحدٌ بالعشرة من تلاميذِ رسائل النور، بل لم يشترك فيها واحدٌ منهم أصلًا، وهذا يبيِّن أن الرسائل ضدُّ هذه الفتن، وأنها ركيزةٌ لتحقيق الأمن والاستقرار.

فيا تُرى، أيُّما أسهلُ من حيث الإدارةُ والمحافظةُ على الأمن: ألفُ مؤمن؟ أم عشرةُ فوضويين أراذل لا دين لهم؟

أجل، فالإيمان إذْ يثمر السجايا الحسنة، يَهَب مشاعرَ الرحمة، ويُوْرثُ الحذَر من الإضرار بالآخَرين.

أما مسألة عدم احتياطي وتحفُّظي، فهذه البلاد تعلَم أني منذ ثلاث عشرة سنة أبذل ما بوسعي لكيلا أثير انتباه الحكومة أو أنشغل بها أو أتدخَّل في شؤونها، ومعلومٌ لولايةِ «إسبارطة» أنني أعيش متجنِّبًا السياسة، منزويًا متحاشيًا مشفِقًا بصورةٍ عجيبة.

فيا أيها الظَّلَمة الذين زجُّوا بي في هذه البَليَّة.. يبدو أنكم حَنِقتُم عليَّ وثارتْ حفيظتكم تجاهي لعدم تصرُّفي بما يُخِلُّ بالأمن والاستقرار، فأوقفتموني بدافعٍ من معاداتكم للأمن والاستقرار.

نعم، إن الذين يبغون الإخلالَ بالأمن ونشرَ الفوضى هم مَن يقِفون وراء توقيفي، بعد أنْ ضلَّلوا الحكومة بشأني، وأشغلوا القضاء بغير طائل؛ وينبغي على الهيئة الحاكمة وعلى رأسها المدعي العام أن ترفع بحقهم دعوى، لا باسمنا فحسب، بل باسم الدولة جميعًا.