301

بإذن الله؛ وما دام الأمر كذلك، فإنَّ أهل الدنيا وأهل السياسة بحاجةٍ ماسَّةٍ للاستفادة منها لا التصدي لها.

نعم، لرسائل النور أجزاءٌ كثيرةٌ، كـ «الكلمة التاسعة والعشرين» التي كشفتْ مغاليق طلسمِ الكون، وفتحتْ طلسمَ الموجودات: من أين؟ وإلى أين؟ وما مصيرها الذي سَتَؤُول إليه؟ وكـ «الكلمة الثلاثين» التي كشفتْ مُعَمَّى تحوُّلات الذَّرَّات؛ وكـ «المكتوب الرابع والعشرين» الذي كشَفَ وحلَّ الطلسمَ العجيب للفعاليَّة والخلَّاقيَّة العموميَّة الكامنَ في الزوال والفناء الجارِيَيْن في الكائنات على الدوام؛ وكـ «المكتوب العشرين» الذي أثبتَ أن حشر البشر سهلٌ سهولةَ إحياءِ ذبابة، ووضَّحَ أهمَّ مُعَمَّياتِ التوحيد وأعمقَها، وكشَفَها وحلَّها؛ وكـ «اللمعة الثالثة والعشرين» المسمَّاةِ «رسالة الطبيعة» التي أبطلتْ الفكرَ الكُفريَّ لدى عُبَّاد الطبيعة ودمَّرته من أساسه.

وإنَّ مَن يُطالعون هذه الرسائل بدقَّةٍ وإمعانٍ يُقِرُّون بأنَّه لو كان لدى أيَّةِ حكومةٍ عالِمٌ أو أديبٌ أو أستاذٌ جامعيٌّ يكشفُ مُعمًّى واحدًا فحسْب مما في رسالةٍ من تلك الرسائل، لمُنِح المكافأة والتكريم بكلِّ تقدير.

لا ينبغي النظر إلى بياناتي هذه كتفاصيل خارجةٍ عما نحن بصدده؛ لأنه صارت أكثرُ من مئةِ رسالةٍ من رسائل النور بمثابةِ أوراق توقيفي، فباتت الهيئة الحاكمة مكلَّفةً بالاطلاع عليها والتدقيق فيها، وبتُّ مُلزَمًا بالتوضيح وتقديم الإجابة لعلاقةِ الرسائل بالقرآن والعالَم الإسلامي والمستقبل؛ ولما كان إيضاحُ مسألةٍ ما تمامَ الإيضاح لا يكون إلا ببيانِ جميعِ الاحتمالات القريبة والبعيدة، فإن ثمة حاجةً لبيانِ احتمالٍ بعيدٍ متعلِّقٍ بمسألتِنا، وهو كما يلي:

لو أن فريقًا من الأشقياء الذين يتخذون الكفرَ والإلحادَ مسلكًا لهم، اندسُّوا في بعض مناصب الحكومة تحت ستارِ مقصِدٍ سياسي فضلَّلوها، أو انخرطوا في سلك الوظائف، وقالوا بغيةَ القضاءِ على رسائل النور بالدسائس، وإسكاتي بتهديداتهم: